هل انزعجت من قبل عند
سيرك وراء سيدة عجوز
بطيئة الحركة؟ هل مللت من
سماع نفس القصة من جارك
السبعيني كلما رأك؟ لا
يفكر معظمنا بكبار السن
في حياتنا اليومية، فهم
جزء غير مرئي من المجتمع
قابع في البيت أو في دور
رعاية المسنين. أزمة
كورونا جعلتنا ننظر
للمسنين بشكل مختلف، فهم
أهلنا وأهل أصدقائنا، هم
من عملوا بجهد في شبابهم
ليوفروا لمن بعدهم حياة
كريمة، ولذلك يستحقون من
الآخرين التقدير والحفاظ
على سلامتهم.
فقد ظهرت في الأونة
الأخيرة العديد من
المبادرات لمساعدة كبار
السن غير القادرين على
التسوق بمفردهم أو من
يحتاجون للمساعدة في
تدبير أمور المنزل. كما
التزم عدد كبير من الشباب
بالعزل المنزلي لحماية
الأكبر سناً من خطر
الإصابة بعدوى فيروس
كورونا.
وهو ما أظهر لنا أنه في
وقت الأزمات يحتاج كل منا
للآخر.
ففي ظل الإنشغال بالعمل
وأمور الحياة، قد ينسى
البعض ويتجاهل آخرون
علاقاته الاجتماعية سواء
مع الأهل أو الأصدقاء أو
الجيران. الآن تجلس
الأسرة الواحدة معاً،
وتظهر قيمة الأصدقاء في
حياة الفرد. فالإنسان
كائن اجتماعي من الدرجة
الأولى، والعزل الحالي
جعل البعض يعيد ترتيب
أولوياته مرة أخرى.
ومع إغلاق المدارس ومكوث
الأطفال في المنزل،
تستطيع العائلات استغلال
الوقت في توطيد العلاقة
الأسرية عن طريق ممارسة
أنشطة جماعية مثل الألعاب
أو الرياضة أو الطهي. هذه
الأنشطة تقرب أفراد
الأسرة من بعضهم البعض
وقد تكون فرصة لنسيان
الخلافات وحل المشكلات
سوياً.