تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب باتت مألوفة لدى الجميع،
سواء أكانوا معنيين بالسياسة أو
غير مكترثين بالشأن السياسي. لكن
تجربة السنتين الأخيريتين أظهرتا
أن ترامب يمارس سياسة التغريدات
بجدية وليست مجرد مزاج عابر في
لحظات معينة. تغريدة ترامب
الأخيرة خص بها حليف بلاده في حلف
شمال الأطلسي تركيا، حيث هدد
ترامب بتدمير اقتصاد تركيا، إذا
ضربت أنقرة، حلفاء واشنطن في
محاربة داعش في سوريا، أي قوات
حماية الشعب الكردية التي تشكل
الأساس لقوات سوريا الديمقراطية.
تعاملت الأوساط السياسية الدولية
مع التغريدة الترامبية بنوع من
البرود. غير أن الرد التركي جاء
غاضبا ، ففي تغريدة كتبها المتحدث
الرئاسي في أنقرة، إبراهيم كالين،
قال فيها إن لغة التهديد ليست
مألوفة بين الحلفاء في الناتو.
ولكن ما أن انتشرت التغريدة حتى
تراجعت قيمة الليرة التركية بشكل
ملحوظ. مشهد ذكّر الكثيرين
بالأزمة التي تسبب بها ترامب، وفي
تغريدة أيضا، عندما أعلن عقوبات
على تركيا في خضم الصراع التركي
الأمريكي بشأن احتجاز القس
الأمريكي روبنسون.
لكن السؤال المطروح حاليا: لماذا
يبدو ترامب واثقا من تمكنه من
تدمير اقتصاد تركيا؟ وهل الاقتصاد
التركي ضعيف إلى درجة يتمكن فيها
رجل مغرد مثل ترامب أن يدمره
وبتغريدة؟ أين تكمن المشكلة؟ في
قوة ترامب أم في ضعف تركيا؟
قبل أن نتوغل في عمق تساؤلاتنا،
لا بد من معرفة مدى جدية تهديد
ترامب أولا. وهل يجب على تركيا أن
تأخذه على محمل الجد؟ توجهنا بهذا
السؤال إلى الدكتور رشاد عبدو،
وهو خبير اقتصادي ورئيس المنتدى
المصري للدراسات الاقتصادية،
والذي قال على الفور "أعتقد أن
التهديد جدي حقا، لأن ترامب ومنذ
توليه منصبه يحاول أن يفي بوعوده،
وأود أن أذكر بالصراع الجاري في
الولايات المتحدة بشأن بناء
الجدار على الحدود مع المكسيك
لمنع الهجرة غير الشرعية إلى
البلاد والذي كان واحدا من وعود
كثيرة في حملته الانتخابية. كما
نفذ ترامب وعده بتعديل ميزان
التجارة مع الصين لصالح بلاده وهو
ما يقوم به حاليا. كما أود أن
أذكر بتهديد ترامب بشأن احتجاز
القس الأمريكي روبنسون بفرض
عقوبات على تركيا. عقوبات دفعت
بالليرة التركية إلى الانهيار
وخسرت نحو الثلث من قيمتها وعرقلت
بشكل كبيرة عجلت الاقتصاد التركي،
كلنا شهود على ذلك. إذن يجب أخذ
تهديدات ترامب بجدية كاملة".