Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

 

 

لك الله يا مصر

تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانيةحيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت

 حضارات شعوب العالم ..حضارة رائدة فى إبتكاراتها وهندستها المعمارية وفنونها حيث أذهلت العالم

 والعلماء بفكرها وعلمها فهى حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله

 ووجدانه بصماتها لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهدا للحضارة الفرعونية

 وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية وحامية للحضارة الإسلامية لقد إتسم

 شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم . ورحمه الله حافظ إبراهيم عندما قال فى

 قصيدته : إن مجدى فى الأوليات عريق.......من له مثل أولياتى ومجدى

أنا إن قدر الإله مماتى ...........لاترى الشرق يرفع الرأس بعدى

ما رمانى رام وراح سليما ........من قديم عناية الله جندى

فمصر هى الدولة الرائدة سياسيا.. وإعلامياً ..وعلميا بالوطن العربى ,فالجميع يتمنى أن يزاحمها فى

مركزها , وهو بالأمر المستحيل ..كما أن الشعب المصرى العريق أكثر الشعوب وداً وحباً وكرماً

لضيوفه وهذا عن لسان كثير من زائرى مصر الذين تحدثوا عن طيبة الشعب المصرى وإعتزازه

بكرامته وحبه لوطنه ,ولست أدرى ماهو سر كراهية

ملوك وأمراء الأسر الحاكمة فى دول الخليج لمصر بالرغم أنهم من أكثر الدول التى منت عليها مصر

 بالكثير , فالسعودية والكويت عندما كانت فى بدايتها ,كانت عبارة عن دول يعيش سكانها فى قبائل وخيم

حتى أن مصر كانت ترسل كسوة الكعبة للسعودية , وكان لمصر مقرات لمساعدة فقراء السعودية ..لم

 تكن أى دولة منهم تمتلك أى ثروات بشرية وحتى الآن للنهوض بإقتصاد أمة فى مهد قوتها فكانت مصر

كالعادة أول دولة تمد يد المساعدة لهم من أموال وأيدى عاملة مصرية ..فعندما كانت تلك الدول تعيش

فى الصحراء قبل إكتشاف البترول , كانت مصر الدولة العربية الوحيدة التى تمدها بالأغذية والأطباء

 والمهندسين والعمال المهرة ومازالت حتى الأن ..فبعد أن أصبحوا دولا غنية .كان مصير مصر ..هو

 مصير الأم من أولادها الناكرين للجميل فترى من أبناء هذه الدول السب العلنى على شاشات

 التليفزيونات وعلى صفحات النت .وبالرغم من ذلك ,لازالت مصر والمصريين يكنون كل الحب

 والتقدير لكل الدول العربية ,ويقدمون كل ماهو غالى وثمين, فى سبيل الدفاع عن العالم العربى مثال

إحتلال العراق لللكويت. . وأنا أتفهم تخوف الملوك والأمراء العرب لدول الخليج على ثرواتهم كما أنهم

 يتخوفون من تصير الثورة الإيرانية إلى شعوبهم,وأيضا من الثورات العربية فى المنطقة فيفقدوا

 عروشهم وثرواتهم ..وليس هذا فقط ,فهم أيضا لايريدون هيمنة من الدولة التركية على منطقة الشرق

 الأوسط ولكنى لاأفهم سر تمسكهم بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط وإلغاء دور مصر الريادى فى

 قيادة المنطقة .وهنا

أذكر القارئ كما أذكر الشعوب العربية بأن مصرذكرت فى القرآن الكريم فى ثمانية وعشرين موضعاً

منها ماهو صريح فى قوله تعالى:

(أتستبدلون الذى أدنى بالذى هو خير إهبطوا مصراً فإن لكم ماسألتم) (البقرة ..61 )

(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوًّءأ لقومكما بمصربيوتاً وإجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين) (يونس ..87 )

(وقال الذى إشتراه من مصر لإمرأته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف فى

الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ) ( يوسف..21 )

( فلما دخلو على يوسف أوى إليه أبويه وقال إدخلو مصر إنشاء الله آمنين ) (يوسف ..99 )

(ونادى فرعون فى قومه قال ياقوم أليْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأنهارتجرى من تحتى أفلا تبصرون)

 (الزخرف..51 )

ومنها ماجاء بشكل غير مباشر فى قوله تعالى : ( إجعلنى على خزائن الأرض إِنى حَفيظ عليمُ )

(يوسف ..55 )...(ونمكن لهم فى الأرضِ ونَرِى فِرعَوْنَ وهَامَانَ وجُنودهماَ منهم ماكانوأ يحْذرون)

(القصص.. 20) وجَاءَ رجلُ منْ أقصى المدينة يسعى قالَ ياموسى إِ نَّ الملأ يأتمرُونَ بِكَ لِيقتلوكَ

فاخرجْ إنى لك من الناصحينَ (القصص ..20) . وقوله صلى الله علية وسلم فى ذكر مصر

(ستفتح عليكم بعدى مصر فإستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمه ورحما ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم ( إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد

الأرض .قال أبو بكر لم يارسول الله ؟ قال لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ).

ومن أقوال الحجاج الثقفى عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمر حين صنف العرب لو ولاك

أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليم قادم بخير إلا

إلتقتوه كما تلتقم الأم رضيعها ..وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب.

وهم أهل قوة وصبر وجلده وحمل . لايغُرنَّك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة

رجل ماتركوه إلا والتاج على رأسه.. وإن قاموا على رجل ظالم ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه

فإتقى غضبهم ولا تشعل نارا لايطفئها إلا خالقهم . فإنتصر بهم فهم خير جنود الأرض ..وإتقى فيهم

ثلاث: نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها ..وإتقى أرضهم وإلا حاربتك

صخور جبالهم ..وإتقى دينهم وإلا أحرقواعليك دنياك ..وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم

عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.

وفى التوراة ( مصر خزائن الأرض كلها .. فمن أرادها بسوء قصمه الله )

وقدقال المسيح عليه السلام : مبارك شعب مصر. وسميت مصر " أم الدنيا " كشئ تقليدى ودينى من

آلاف السنين ..بإعتبار السيد هاجر هى أم الأنبياء وأم سيدنا إسماعيل وام العرب , وهى مصرية

وهذا كان تكريما للسيدة هاجر .. والكلام هذا توارثته الأجيال من حيث قول العرب والمصريين

ان "مصر أم الدنيا" وهذا تكريم لمصر ممثلا فى السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم وأم سيدنا

إسماعيل أبو العرب

فكم أنتى عظيمة يا مصر يامن أنجبتى العظماء ..يامن أنجبتى هذا الشعب العظيم

 

الصحفى الكبير /سمير يوسف