صحافة السلطة
ومامن كاتب إلا
سيفنى ....
ويبقى الدهر ما
كتبت يداه
فلاتكتب بيدك غير
شئ ....
يسرك فى القيامة
أن تراه
الصحافة مهنة
المتاعب ,
والمتاعب قد تبدأ
بمشكلة صغيرة ,
وقد تنتهى إلى
أخطار جسيمة يتعرض لها الصحفى أو
الكاتب وهو
يمارس مهنته التى يعشقها وواجبه الحر فى عرض الحقيقة على القارئ
..
وربما تكون حياته
هى الثمن فى
بعض الحالات أو
المواقف ..أما
القارئ ..فلا
يرى من الموضوعات إلا الجانب الخبرى منها دون قصص
,وحكايات
وآلام قد
تكون وراء هذا الخبر .
وهنا نطرح
سؤالا فى غاية الأهمية!
أولاعلى
أنفسنا وهو لماذا نكتب وإلا من نكتب ؟؟
ورغم أن صيغة
السؤال يكتنفها الخطأ الشديد الذى قد يفقد السؤال جديته
..
وبرغم الوقار
الوهمى الذى يسقط تدريجيا مع
القليل من
التأمل فى الصياغة ..
إلا أننا نرغب ولا
أعرف لماذا فى طرح السؤال والإجابة عليه
!
إن الإجابة عن
السؤال تلبى حاجاتنا الأساسية للتصنيف
..
تصنيف الكاتب
بإعتباره اللسان الذى يجيد القدرة على التعبير
أكثر من غيره
وكذالك المحلل الذى يجمع بين قاموس التحليلات سواء السياسية منه أو غيرها
.ومن
هذا التصنيف
نستطيع
التمييز بسهولة بين القدرة على التعبير والكتابة وبين الثرثرة والمواضيع
الفارغة .
والأن هل يمكننا
فهم السؤال الأكثر إلحاحا وحرجا فى نفس الوقت؟ لماذا نكتب وهل يمكننا
الإجابة عليه بصدق ودقة ؟
هل نكتب من أجل
الذات ذاتنا أم من أجل المهنة
..أم
من أجل الحاجة فقط لأن نكتب كما يدعى البعض الذى يفلسف عمل
الكتابة بمنطق
مشوه يخلوا من القيمة هل نكتب من أجلهم ؟ فقراء هذا الوطن المحتاجون ولو
بالكلمات التى قد تخفف
عنهم وطأت العولمة
والمادية التى دهست مشاعرهم وإنسانيتهم ؟
إن فعل القلم مع
الورقة يشبه فعل الرجل فى زواجه فإما أن يكون زواجا شرعيا مباركا تتدفق منه
الحياة ..أو
خطيئة
تعافها
النفس ويشمئز منها الجميع لكنها خطيئة مكشوفة ومفضوحة، دون أن نترك لمن
يراها الحق فى رجم مرتكبيها
.
ولماذا فقد الفقير
فى هذا الوطن كاتبه الذى يعبر عنه وعن مشاعره وآ لامه
.
حتى القضايا
الكبرى التى تستر الكاتب خلفها
بعد تخليه
عن أصل القضايا الإنسانية لم تحظ بجل إهتمامه
..
فقضية فلسطين
والمسجد الأقصى وياللعجب صارت
بالنسبة له من
الأحاديث الأثرية المكررة التى قد تفقده تجدده
..
وقضية العراق
إستسلم فيها الكاتب قبل أن تبدأ..
وفرّ
مع قادة حزب البعث
إلى المخابئ المحفورة فى أعماق الأرض
.
الناس الأن فى أمس
الحاجة لمن يكتب عن بطونها
الخاوية ومساكنها
البالية وأحلامها المرعبة وأمراضها المتوطنة وشبابها العاطل مع أحلام
الهجرة .
إنه عصر العولمة
الضارى الذى يجب أن يكتشف فيه الكاتب دائما أخطائه وفضائحه
..
قد يقول البعض ان
كتاباتى
تحتاج إلى ترميم
فهذا أمر ليس لى أن أنفيه أو أؤيده لكننى مقتنع بأن حالتى أفضل بكثير من
كُتّاب كبار يحتاج حاضرهم
إلى ترميم ليصبح
متناسقا مع تاريخهم الذى ملأته تحولاتهم بالشروخ ويحتاج إلى معالجة فنيّة
من متخصصين وخبراء
لإنقاذ
مايمكن إنقاذه منه .
وأن أكون كاتبا
صغيرا فهو أمر مشّرفا من أكون كاتبا كبيرا ضيع تاريخه من أجل أن يتحول
من كاتب حر إلى
موظف وهو الأمر الذى يسبب له حالة من الإرتباك تجعله يتنقل بين إسمين
أحدهما حقيقى ..
والأخر
مستعار
حسبما تتزايد أو تتناقص التهديدات التى تزعزع مركزه ومكانته لدى السلطة
والحاكم وأن تعانى كلماتهم من
خلل ناتج من
الصراع بين التاريخ والحاضر
.
ولو أن أعضاء فريق
الموظفين فى كل صحف عالمنا العربى يملكون ولو قليلا من القدرة على المواجة
لما هربو من
الأصل إلى
فروع متشابكة إختلقوها هم ليختبئوا ورائها ولما كان هذا حال أمتنا العربية
..أدعو
الله ألآ ينتهى بى العمر
إلى نفس نهاية
الكتبة المخضرمين الذين لم يخجلوا من الوقوع فى فخ مدَّاحى الملوك والحكام
.
ونحن لسنا فى حاجة
إلى الدفاع عن أنفسنا فى مواجهة هجمات كتبة يكتبون ثم يتراجعون حسبما تملية
عليهم مؤشرات
بورصة تعاملات
مكاتب السلطة والحكام ، ليتأكد للجميع أن ما أصابهم ليس حالة فقدان ذاكرة
أو فصام فى الشخصية
كما كنا نعتقد ،
بل هى الوظيفة التى تملى شروطها على الجميع
.
والعجيب أن بعض
هؤلاء الكتبة يحاولون الجمع بين نقيضين
..
تاريخ قديم أصبح
عبئا عليهم وحاضر مشين يقومون
فيه بتلميع صورة
السلطة الحاكمة فيما يعرفون بإسم شيوخ المهنة
..أى
الصحافة ..
والصحافة بريئة
منهم ، بل هم
يدمرون الصحافة
تدميرا بسلوكهم وكتابتهم التبريرية لكل مايصدر عن الحاكم
.
على كل حال يجب من
الآن أن تكون هتافاتنا شعارها
:
بالروح بالدم نفديك ياوطن
....خير
من أن نتحول إلى موظفين شعارهم
..بالروح
بالدم نفديك ياسلطان
.
|