وأول هذه اللقاءات سوف يكون مع شخصية نالت إحترام وحب
الجميع ، سواء كانت في المجتمع النمساوي أو في وسط أبناء وطنه من الجالية
المصرية !
هو رجل درس علم النفس فعلم كيف يتغلغل وسط المجتمع المحيط به ليكسب وده
وإحترامه
ودرس الفن ، فله لوحاته التي لا يٌريد الإفصاح عنها إلا لأقرب المقربين
إليه
ودرس الطب وتخصص في جراحه المُخ والأعصاب فصال وجال بمَشرطِه مرة علي رؤس
مرضاه ومرة علي ظهورهم ليخفف ألامهم ويشفي جروحهم وليعلم قدرة الخالق فيما
خلق
ناصري حتي النخاع ، إسمه مشتق من الحمد والصفاء
الجزء الأول من لقاء
الدكتور / حمدي مصطفي
أهلا وسهلا بحضرتك مع شبكة لينز عرب
في البداية نحب نِعَرف حضرتك علي قُراء موقعنا
من البداية يعني الإسم مكان الميلاد وتاريخه وبداية التعليم من المرحلة
الإبتدائية
إسمي : حمدي علي محمد مصطفي
وإسم عائلتي الأصلي ( الشمبكي ) ولكن والدي حذفه من
البطاقة ،وقد سمعت منه حكاية هذا الإسم وقال لي أنه رجل من رجال الله
الصالحين وله مقام الشمبكي بالقاهرة ،وقد ذكر لي والدي عند وفاته هذا الرجل
قيل "انه الرجل الذى الشام بكت عليه" ومن هنا اشتقت هذه الكلمه
أفهم من ذلك أن لك جزور شامية ؟
نعم وكان ذلك في هذا الوقت ومن أيام الملكية
شئ طبيعي لأنه كانت ترتبط مصر بالشام برباط وثيق
ولدت في 4 فبراير سنة1949بمستشفي فاروق (
الجلاء حاليا ) وكانت تابعة لحي بولاق في ذلك الوقت ، وقالت لي والدتي
رحمها الله أنني إبن سبعة أشهر
نشأت في أسرة متوسطة الحال والدي يعمل ملاحظ
صيانة بالقوات المسلحة وكان له دخل أخر يعينه علي الحياة ووالدتي ربة منزل
ولي أخين وأخت .
ممكن تكلمنا عن ذكريات الطفولة ؟
عشت بالفجالة في
شارع كامل صدقي ودخلت مدرسة النهضة المصرية بالظاهر ، وعلي فكرة هذة المدرسة دخلها الراحل عبد الناصر
الله يرحمه ولكن هذه المدرسة ليس لها وجود الأن .
وحينما بني الزعيم جمال عبد الناصر مدينة
العمال بإمبابة إنتقلت العائلة إلي أحدي المباني بها ، وكانت هذه المباني
من دور واحد وعبارة عن 4 غرف وصحية جدا يدخلها الشمس من أكثر من إتجاه ،
ولها حديقة صغيرة ، وإنتقلت إلي مدرسة الإتحاد بإمبابة واجبرت على إعادة
سنة أولي إبتدائي مرة أخري
ومن أجمل ذكريات الطفولة ، فى اطار احتفالات عيد الثوره
فى 23 يوليو كانت تقام الاستعرضات الرياضيه فى استاد القاهره ، وكان أخي
نبيل مشترك بهذا الحفل فذهبنا جميعا لرؤيته ورأيت الرئيس عبد الناصر
وكان هذا بالنسبه لى لأول مره واشار لنا بيده للتحية ،وكان ذلك في هذا الوقت شئ يُسعد أي شخص فما
بالك بطفل ، لقد شعرت بسعادة غامرة
هنحاول نعدي من مرحلة الطفولة بسرعة شوية
علشان عندنا مرحلة مهمة جدا وهي مرحلة الشباب والحزب الإشتراكي وإتحاد
الطلبة وتشكيل الوعي السياسي والثقافي .. فياريت ترجع لوري شوية بالذاكرة
وتكلمنا عن المرحلة دي
لم يكن لي نشاط في الحزب الإشتراكي أو في
اتحاد الطلبة لإني كنت أهتم بدراستي وكنت أحلم منذ الصغر أن أصبح طبيب ،
ولكني كنت أنتمي لهذا الجيل وأعشقه .
تخرجت من الثانوية سنة 1967 ولم أحصل علي
مجموع يدخلني كلية طب في القاهرة وكان أمامي طب الأسكندرية فشعرت بخيبة أمل
كبيرة ، فتقدمت للكليات العسكرية ولم أُقبل بها ، فتقدمت لكلية الفنون
التطبيقية لأنها تتناسب مع موهبتي فأنا أحب الفن بأنواعه ولي لوحاتي الخاصة
بي ، وفي نفس السنة قررت إعادة الثانوية العامة مرة أخري ، وكان التحدي بين
الرغبة والمجموع ، وعليك أن تتخيل أني أحضر كل محاضرات الكلية وأذاكر دروس
الثانوية العامة بالمنزل ، وخصوصا أنه حدث في هذه السنة أن علي طالب
التوجهي أن يدرس اللغة الفرنسية التي لم تكن قبل ذلك ، ولحسن حظي أن إختي
الأصغر مني كانت تأخذ درس فرنساوي بالمنزل فدرس لنا المدرس معا ، وكان كل
همي أن لا يأتي إمتحان الكلية في نفس وقت إمتحان الثانوية العامة ، وشاء
الله أن يكون إمتحان الثانوية العامة بعد إمتحان الكلية تقريبا بإسبوعين ،
وقدر الله أن أنجح بإمتياز في الكلية ، وظهرت نتيجة الثانوية العامة ولم
أذهب لكي أراها إلا بعد فترة من إعلانها لأني خفت أن لا أحصل علي المجموع
الذي يأهلني لدخول كلية الطب ويضيع تعبي هبأً ، وأتذكر جيدا أن المدرس قال
لي ( في حد يسأل علي نتيجة الثانوية الأن كنت فين ) وشاء الله أني أحصل علي
مجموع 76 % وكان هذا يكفي لدخول كلية الطب من أوسع أبوابها في ذلك الوقت ،
وكان هذا اليوم الفاصل في حياتي ، وأتذكر أنني لم أنتظر والدي رحمة الله
عليه حتي يحضر إلي المنزل وذهبت له في عمله ، وأخبرته بنجاحي بالثانوية
وأني حصلت علي المجموع الذي أريده ، وبهذا تحقق حلمي وإلتحقت بكلية طب عين
شمس ! وتخرجت منها سنة 1974 ،وإستلمت عملي كطبيب إمتياز بمستشفي الساحل
العام بالقاهرة سنة1975
الزعيم الراحل عبد الناصر ! ليه الراجل ده نال
الحب ده كله من شعبة والشعوب العربية مع إن أيامها كان الفقر متأصل في
الشعب المصري ، ومكنش في حرية سياسية ولا ديموقراطية ، حتي عمليات التأميم
كان فيها نهب وسرقه ؟ وكان أعوانه طايحين في البلد لدرجة إن بعض الناس قالو
"راح الملك وجه ألف ملك"
لأنه كان رجل صادق مع شعبة ، كان بيقول وينفذ
، لما قال هنأمم قناة السويس أممناها بدون مداولات ولا محادثات زي ما بيحصل
، قناة محفوره في أرضنا وملك لنا ليه يبقي خيرها لغيرنا ؟ ، وكان بيحب شعبه ،
وأمن بالقومية العربية وعمل لها ، ومين قال إنه مش ديموقراطي ، الراجل ده
كان لما بيجي يعمل حاجة كان بيجيب الخبراء في المجال ده ويقول لهم الموضوع
ويأخد رأيهم ، بالنسبة لعملية التأميم أنا أبويا مكنش إقطاعي علشان أقول أن
عبد الناصر سرقه ، وهو لازم الواحد يبقي عنده ألاف الفدادين ما
كفاية100 والباقي يتوزع علي الفلاحين ، إحنا شوفنا
الأمور بالطريقة الصحيحة في وقتها ، أما بالنسبة "لراح الملك وجه ألف ملك"
أنا المقوله دي مسمعتهاش ، وزي مافيه ناس كانت بتكتب لأهواء يعلمها الله في
ناس تانية عاشت العصر ده ولسة موجوده وهيقولو كلمة الحق ، بالنسبة لعملية
الفقر والغنا كان معظم الشعب عايش زي بعضة ، بس كانت كل حاجة موجوده ورخيصه
، وكانو الناس بيحبو بعض ويخدمو بعض .
ما هو أكثر شئ عجبك في عبد الناصر ؟
التواضع
إيه رأيك في نكسة 67
أعتقد إنها كانت لازم تحصل ، إحنا عملنا
لنفسنا عالم وعشنا فيه ، كان لازم نخرج منه ، وعلشان نخرج من العالم بتعنا
لازم يحصل حاجة زي كده لأنها غيرت حاجات كتير قوي .
إيه رأيك في رجل الحرب والسلام طبعا الراحل
أنور السادات وهو من رجال الثورة ؟
كان عمري وقتها 21 سنة ، وهو صحيح كان رجل من
رجال الثورة ولكن نشاطة السياسي كان محدود ، بالرغم من العمل العظيم اللي
عمله و الإنتصار اللي حققه لكنه لم يستغل هذا الإنتصار إستغلال صحيح ،
ومستغلش الكفاءات في محادثات السلام في الوقت
اللي كان عنده ناس كتير علي مستوي عالي في الكفاءة ، ومن الناحية التانية
لسوء حظه كان كسنجر رجل سياسي محنك ضحك عليه ،
باع بالرخيص ! ومداش العيش لخبازة
ومع مرور الأيام ثبت لي أن هذا الشخص كان يعمل
لنفسه .
ورغم ذلك وبعد مرور كل السنين دي فلا شك أن
السادات كان بيحب مصر بس علي طريقته ، وكان له رؤية معينة عايز ينفذها ،
ممكن كان بيحب السلام وعايز شعبة يعيش في سلام ممكن ؟
هل السادات كما يقال كان رجل الوقت الذي تولي
فيه الحكم ؟
فعلا كان الرجل المناسب للمرحلة دي لأن قرار
الحرب مش سهل والترتيبات اللي قبل الحرب عملية مش هينة ولكن !! لم يستغل
هذا العمل العظيم الإستغلال الأمثل .
هو من الإنصاف المقارنة بين زعيم وزعيم أخر مع
إختلاف المستويات سواء الإقتصادية أو السياسية أو الضغوط الخارجية وما إلي
ذلك؟
لا طبعا
لماذا إذاً المقارنة بين السادات وعبد الناصر
؟
هو السبب لانه قال انا علي خطي عبد الناصر انا
علي طريق عبد الناصر أنا هعمل علي
القومية العربية و إزالة أثار العدوان وارجاع
حقوق الشعب الفسطيني
وبعدين ضرب كل الكلام ده بعرض الحائط ، وبمجرد
التوقيع علي إتفاقية السلام والإعتراف بإسرائيل "إضرب علي قفاه" ودخلت
إسرائيل لبنان سنة 1980 "
في حاجة كدة ديما تدخل في حياة أي إنسان سواء
رضي أو مرضيش وبالذات في سن الشباب ، وهي مرتبطه بأغاني عبد الحليم وبدقات
القلب وإسمها بنت الجيران؟ عندك فكرة عن الموضوع ده ؟ "قلبي ..قلبي"
لا شك أن أغاني عبد الحليم حافظ أثرت كتير جدا
في وجدانا جميعا ، أما بالنسبة لبنت الجيران طبعا كان فيه بنت الجيران ،
وأنا فاكر إني كنت بقوم الساعة 4 الصبح وأقف في البلكونه وأشاور لبنت
الجيران ، لحد ما طلع واحد لنا بيحلق دقنة في البلكونة في نفس الوقت ، هو
طلع لنا منين ده ؟ في حد بيحلق دقنه في البلكونة ؟، وبعدين أنا كنت مبفوتش
فرصة .
يقال أنك فنان بتحب الرسم ولك لوحات مبتشفش
النور إيه الموضوع ده وتعلمته فين وإيه علاقة الرسم بالطب ولا كله فن ؟
أنا كنت بحب الفن بصفة عامة ، طبعا والرسم
خاصة ، ولي لوحاتي وأهديت ناس كتير لوحات بس كنت أتمني أتعلم الموسيقيي
لأنه عندي حاسة موسيقية ، وبحب سمعها بألوانها وبحب الكلاسيكية العربية
والغربية
الفن بالنسبه لي حاجة للإستهلاك الشخصي ، مش
لازم أعلن عنه للكل ، ولها إتزان مع العمل بتاعي ، وخصوصا لما أدخل المرسم
وأشغل إسطوانة وأمسك الفرشة لرسم أي شئ ، بيحصل عندي شئ من الراحة والهدوء
بعد الشد العصبي اللي بقابله في شغلي
أنا أسف لازم أرجعك تاني لأيامك الحلوة
وذكرياتك . إية موضوع الناصرية ومتمسكك بها لحد دلوقتي ليه ؟
وكان لوقع هذا السؤال علي الدكتور حمدي
علامات لم أفهمها في وقتها ، ( لدرجة أني قلت في نفسي عكيت زي كل مرة )
ولكنه نظر إلي الأرض لحظة وأخذ نفس عميق ثم بدأ بالكلام بطريقة جادة
وحماسية .وقال
أنا من أسرة بسيطة ولكن كل شئ كان متاح في
حدود الإمكانيات ، كنت أتعلم بالمدرسة تعليم ممتاز ، كان لدينا مستشفيات
للعلاج
كان شعارنا بالمدارس الإتحاد والنظام والعمل
كانت مصر كبيرة في أعيننا
كانت مصر كبيرة في تاريخها
كانت مصر كبيرة في حضارتها
كانت مصر في كابوس الملكية والإحتلال ، ثم جاء
هؤلاء الشباب شباب ثورة 23 يوليو ليحررو مصر
لسه فاكر خالي وهو لابس ملابس العسكرية وذاهب
إلي بورسعيد للمقاومة الشعبية
فاكر طيارة من طيارات العدو بتطير فوق القاهرة
وضُربت ووقعت وشفناها
هذا الرجل لم يكذب علي شعبه "يقصد جمال عبد الناصر"
تأميم قناة السويس أنا عشته
إحنا اللي طلعنا للريس وقلنا له خليك مكانك
وإحنا معاك . بعد النكسة لم تكن مسرحية كما قيل
كل شئ كان بيتعمل كان لصالح البلد لصالح المواطن البسيط
لصالح الشعب ، الفلاح بقي عنده أرض يزرعها ، الموظف بياخد مرتب يكفيه وكل
إحتفال بشهر يوليو بياخد مرتب شهرين يجيب بهم حاجة لعياله
مكانش فيه فلوس كتير بس كانت الناس مبسوطة ،
كانت فخورة بمصر. وفي هذه اللحظة لم يستطيع إكمال الكلام وغلبه حنينه
للماضي.
ثم بكي بُكاء نابع من القلب
والأن فهمت العلامات التي ظهرت علي وجهه حينما
وجهت له هذا السؤال !!
ما الذي أبكي الدكتور / حمدي مصطفي ؟
ولماذ أتي إلي النمسا وتفاصيل أخري كثيرة سوف
نعرفها في اللقاء القادم
وللحديث بقية نلقاكم علي خير إن شاء الله
وقدر لنا اللقاء