Linz-arab.com

الصفحه الرئسيه اضغط هنا

01.09.2019

الشعب المصرى يريد ..عيش ..حرية .. عدالة إجتماعية

المعادلة التى لايفهمها الحكام فى مصر !!!

أكتب والكتابة هى صنعتى..هى دائى ودوائى ..ألم تسمعوا ندائى ..أم أنكم تجاهلتم بكائى ..هل كبريائكم لايوازى كبريائى

ألم يكفيكم رجائى ..أكتب هذه الكلمات لمثقفي مصر وإعلامييها ومفكريها وشرفائها الذين يكتشفون الواحد تلو الآخر أنها كانت مَصْيَدة، وأن الثورة بين فكيّ المجلس العسكري، وأنَّ المصريين كلهم دُمىَ في مسرح العرائس. أيها المصريون، ماذا دهاكم؟ هل هو اشتياق للعبودية، أم أن الكرامة سرقها منكم رجال المخلوع

لم يعد للثراء معايير أو مفاهيم أو بدايات تحدد الفاسد من الصالح, وخلال السنوات العشر التي سبقت يناير فوجيء المصريون بجنرالات بيزنس تكونت ثرواتهم في الظل وجاءوا يقتحمون عالم السياسة ويستحوذون علي المصانع والشركات والأراضي ومقاعد البرلمان أيضا, وبدأت مراسم زواج غير مقدس بين السلطة والمال وتشابكت العلاقات والتحالفات والروابط العائلية وصدرت القوانين والتشريعات التي تحمي النفوذ والقوة وتضفي عليهما الشرعية واختلط زيت النظام مع دقيق رجال الأعمال وفاحت رائحة المال الحرام, فإنفجر الغضب في كل شوارع مصر.
يطول الكلام في سيرة أثرياء وحيتان بيزنس عصر مبارك, فخريطة المال في العقدين الأخيرين أصبحت ممتدة ومتشعبة وضمت أطيافا متعددة من أفراد وتنظيمات سياسية, لكن السؤال الآن: هل كانت الثروات قبل عصر التوحش لها خريطة تحدد للمصريين مصادرها ومؤشرات صعودها وهبوطها؟.... كل هذا يحدث تحت مسمع و مرأى من الشعب المصري الذي يغلب عليه السذاجة، ولا مفر من الاعتراف بهذا.. نحن شعب ساذج إلى أقصى الحدود..

أتعجب أشد العجب و أنا أرى الآن الثورة المضادة مكتملة الأرجاء بقيادة المجلس العسكري بالإشتراك مع أفراد النظام الذى مازال قائما ..غالبية الشعب المصري بمثقفيه و جاهليه يعيشون في حالة إنكارلأنهم لا يصدقون مدى فداحة الموقف و لهذا يلجأون إلى الحيل النفسية الوهمية بدلا من مواجهة الحقيقة المرة ....المرعبة ......

إنكار فساد وتواطىء المجلس العسكري- إنكار فشل الثورة حتى الآن و عدم تحقيق أي من أهدافها- إنكار حقيقة أن الشارع منقسم على نفسه و أن شعبية الثورة والثوار في الحضيض رغم احتفاء العالم بأكمله بما صنعناه حتى الآن.. أنفطر حزنًا و أنا أرى نعوش الشهداء توارى التراب في مقابر الصدقة، و أنا أرى صور المصابين الذين يبحثون عن العلاج فلا يجدونه و الإهتمام فلا يلقونه، أتعزب وأنا أعلم أن ثورة مصر المجيدة لا تلقى نفس الحفاوة في الشارع المصري و لم تصل إلى أغلبه و لهذا فإن قادة النظام يحاولون باستماتة أن تعود الأمور إلى طبيعتها رغم أنف الثورة و من صنعوها و العالم أجمعين..رغم أنف الشهداء ..والمصابين

أليس محزنًا أن ثورة مصر التي أصبحت مثالا يحتذى به في العالم كله شرقًا و غربًا ضد حكم استبدادي حاول بإستماته هوطوال وجوده أن يقضي على كرامة المصريين و يحرمهم من ثرواتهم و يمنع مصر من أن تكون قوة عظمى في ظل ما تملكه من مقومات بشرية و طبيعية تجعلها على مصاف الأمم لا تلقى قبولا في الشارع المصري؟

و ماذا عن الشباب غير المسيس الذي بدأ شرارة الثورة الذي يتعرض للقنص و الاعتقال و التخويف بينما المتسلقين من الأحزاب الكرتونية و الجماعات الانتهازية وإعلام مضلل فاسد،يحتل المراكز العليا ..وجيل أفنى شبابه تحت حكم عسكري منذ الخمسينييات يعيش في الخوف و الرعب عاجزًا عن قول لا ، ولدوا وهم يدفعون ثمن ذله وهلعه ..

لا أعرف حقًا على أي شيء و من أي شيء تخافون الآن؟! الأسوأ قد حدث بالفعل ولن يحدث أسوأ مما حدث، طار مبارك و أعوانه بأموالهم إلى الخارج و باقي العصابة ينهبون و يسرقون و كأن شيء لم يكن..

مجلس العجائز و قادة الأحزاب العجائز يتحدثون مع الشباب بلهجة غير جادة لأنهم في رأيهم صغار تم غسل مخهم من الخارج ولا يعوا شيئًا ولا يدركوا خطورة ما أوصلوا البلد إليه رغم أن مطالبهم من أبسط ما يكون.. أن يشاركوا في صنع بلدهم التي حرموا منها بسبب طمعكم و جشعكم و استئثاركم بالسلطة.

للأسف الشديد تمر الأيام و الشهور من عمر الثورة ، نفقد المزيد من الضحايا الأبرياء و يزداد تعداد المساجين و المحولين للمحاكم العسكرية في صف الثوار، بينما على الناحية الأخرى النظام مازال قائمًا بكل عنفوانه يعتقل و يزجر ويرهب الثوار و حزب الكنبة لا يتواني عن توجيه الصفعات و اللوم لهم على الناحية الأخرى..

ومن أجل كل هذا قررت أنني لن أصمت مجددًا مادمت حيا و ليحدث ما يحدث، سوف أستمر في كتاباتى لأذكركم جميعًا أيها الجالسين مرتعبين وراء الشاشات بالذين فقدوا أرواحهم كي تبقى أنت لتلعن و تسب في الثورة أو تبحث عن كرسي انتخابات أو نصرة لحزبك أو جماعتك .. سوف استمر في كتاباتى لأذكركم بالذين بقوا و قد فقدوا أبناءهم و أطفالهم و بالمصابين المهمشين الذين فقدوا أعينهم و أطرافهم و مستقبلهم و ضاع صوتهم في طوفان الفساد و الظلم الذي نعيشه الآن لكي تسبحوا بحمد المجلس العسكري و وتقدسوه .أنى أعرف أنكم فقدتم مسلسلاتكم الهابطة التى تصدرها لكم قنوات تلفزيون السلطة حتى لاتروا ما حولكم ..من جياع وأطفال شوارع خلقتها دولة الظلم ..ولكن ثقوا بأن هناك رب كريم يراقبنا ويراقبكم وسيحاسبنا ويحاسبكم, وإن غدا لناظره قريب.


 

الصحفى الكبير /سمير يوسف


مقالات اخرى للكاتب