مقال بلا عنوان إلى شعبى
مصر !!!
تعريف الدولة مفهوم له جاذبيته في الأوساط السياسية والاجتماعية والحقوقية
والفكرية فى العالم على حد سواء كما أن الحديث حول الدولة ليس وليد اليوم ،
وإنما هو حديث بدأت ملامحه بصورة ملموسة في القرن الثامن عشر الميلادي ،
وبالذات في النصف الأخير ، وقد ظهر أول كتاب بهذا الاسم لـجان لوك . توصل
جميع العلماء إلى ان مكونات الدولة ثلاث ركائز وهى أرض وشعب وإدارة فإذا
توفرت هذه الثلاث فتقوم الدولة , اما فى مصر ام الدنيا فمكونات الدولة
لديها هى اربعة ركائز ! وليست ثلاث كما فى جميع دول العالم والركيزة
الرابعة هى البلطجية التى هى نتيجة طبيعية لأطفال الشوارع مشكلة مصر
الأزلية التى لم تحاول اى حكومة فى الماضى او المستقبل الإلفات لها . يحترق
الوطن عندما يختار بعض أبنائه أقل القضايا أهمية فيتشبثون بها , عندئذ
ينزوي القانون في ركن قصي، ويبدأ مزاد التفسير والمرافعات ، والدعاوى ،
والادعاءات ، وفى اعتقادى انه ليس هناك شهداء تحت راية الحقد ، وشرط دخول
الجنة أن يأتي المرء إلى الله بقلب سليم . فكما أن من نام شبعان وجاره جائع
فإن الملائكة لا تتنزل عليه ، فكذلك من نام وقد قاطع شريك وطنه لأنه مختلف
عنه في الدين أو العقيدة أو المذهب فلن يرضى عنه الله ولو اعتكف في المسجد
أو الكنيسة عدة سنوات . ولو قمنا بقياس كمية الكراهية التي يحملها أحد
الشعبين للشعب الآخر كما قيل فى أغنية على الحجار لعن الله مؤلفها ومطربها
ومستمعيها ومن يقوم بالترويج لها ,والتي لو قمت بتوزيعها على شعب مصر كله ،
لتمنى كل واحد أن يقوم بسحلك في كل شوارع مصر ثم يعيد تسليمك لمواطن آخر
يعيد السحل مرة أخرى. كانت دائما رؤيتى في كل المسئولين المصريين ما هم إلا
عبيدا تحت قدمي الحاكم الفرعون سواء كان اسمه مبارك او من جاء بعده ، وخدما
بين يديه ، أصفارا عن يساره ، وكلابا عن يمينه ، وفئرانا أمامه ، وأرانب
تسير خلفه. لم تعد عيناي ترى غير أوامره في كل مجازر ، ومذابح ، وجرائم ،
وانتهاكات ، واغتصاب أي حق ، أو مصري ، أو ما كنت أراه مسئولا عن بطش وزير
داخليته ، وعن اغتصاب مواطنيه في أقسام الشرطة ، وعن التعليم الفاسد في
مصرنا ، وعن أولاد الشوارع الذين تحولوا إلى بلطجية السلطة ، وعن سرقة بعض
الأعضاء في أجساد المصريين وهم في غرف العمليات ، وعن العنوسة ، وعن
البطالة ، وعن حكومات نتنة تـقبل جزمة مبارك او من جاء بعده في كل مرة
يعطيهم توجيهاته ،كنت أحلم بشنق كل مجرم حكم مصر في كل شارع سقط فيه شهيد
مصري ، وفي كل حارة تخضبت بدماء شاب فقدته أسرته في عمره الصغير ، قانون
الغاب الذى اصبح سائدا لدينا ,يجب أن نزيله حتى لو ادعى صاحبه أن لديه فتوى
من بابا الأقباط أو من شيخ الأزهر. عندما يصبح المجانين شهودا على محرقة
وطن ، ثم يتوهم الشهود أن معركة الغاء الآخر تجعلهم شهداء فإن حاجتنا
لمستشفيات أمراض نفسية وعصبية متنقلة تصبح الأكثر أهمية من القبض على
المتظاهرين والزج بشباب المستقبل فى السجون حتى لو بحثت الآن عن خرم ابرة
فى السجون للمقبوض عليهم فلن تجد , حتى انى اخشى يخرج علينا احد رجال الدين
الكبار بفتوى جديدة بأن اللتبرع لوزير الداخلية المسكين لبناء عشر سجون
جديدة فى سبيل الله هو فرض عين على كل مصرى , سيدى القارئ فى رأيى أن انقاذ
البلد من شر الانقسام الذى يعيشه يبدأ من رحلة علاج عقول أبنائه , فماذا لو
كان هناك مسجد تحيط به عدة كنائس فلا تولي وجهك فيه شطر قبلتك إلا وتصطدم
عيناك بكنيسة هل هو انتصار للمسيحية وهزيمة للإسلام , هل هذا يعني أن حساب
الآخرة سيكون لصالح أتباع من يملكون أكبر عدد من المعابد أو بيوت الله ,هذا
ليس عنوان براءة للأقباط ، رغم إيماني أن حقوقهم واجبات كل مسلم ، فالفتنة
الطائفية عبارة عن صراع الحماقة مع الغباء ، والنتيجة النهائية تأتي في
صالح التطرف الأعمى لست أخشى على مصر من المتطرفين ، ولكنى اخشى من أجهزة
أمن الدولة ، ومن الطغاة الصغار ومن قوى الفساد في كل الصور. كما أخشى أكثر
على مصرنا من الأغبياء ، فوطن يقع بين براثنهم يتراجع إلى الوراء عقدا في
كل عام , هؤلاء الحمقى من المسلمين والأقباط الذين يظن كل واحد منهم أنه
قادر على إزالة دين الآخر من الوجود وإقناع شريك الوطن أن الله عز وجل ،
سينحاز إلى دين أكثر من الأخر ، وسينتصر لصاحب دين ليس له فضل في اختيار
أمه وأبيه أو معبده أو إمامه أو قسه أو أيا من كتبه المقدسة . والنهاية لى
عند الشعبين سؤالا أرجو الإجابة عنه ..لماذا صبر شعبى مصر على مبارك ان
يحكمهم لمدى اكثر من ثلاثون عاما ولم
يصبر على حكم رئيس منتخب شهد على نزاهة انتخابه العالم اجمع حتى ينهى
الأربع سنوات مدة ولايته ؟ أين العقل والمنطق والإدعاء بالديمقراطية !
|
|